ولهذا يقول أبو ثعلبة الخشني : [ إني لأرجو أن لا يخنقني كما أراكم تخنقون عند الموت ]. وكان ليلة في داره فسمعوه ينادي: يا عبد الرحمن ! وكان عبد الرحمن قد قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى مسجد بيته فصلى فقبض وهو ساجد، والشاهد أن الله تعالى استجاب دعاءه ولم يخنق أو يتعب، وقبض جماعة من السلف في الصلاة وهم سجود، وكان بعضهم يقول لأصحابه: إني لا أموت موتكم، ولكن أدعى فأجيب. وهذه من الكرامات، وكان يوماً قاعداً مع أصحابه فقال: لبيك ثم خر ميتاً، وكان بعضهم جالساً مع أصحابه، فسمعوا صوتاً يقول: يا فلان! أجب، فهذه والله آخر ساعتك من الدنيا، فوثب فقال: هذا والله منادي الموت، فودع أصحابه وسلم عليهم، ثم انطلق نحو الصوت وهو يقول: سلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.